ودّعت محافظة بني سويف بالأمس إحدى معلماتها المخلصات، الأستاذة أسماء محمد سيد، معلمة اللغة الإنجليزية بمدرسة سمسطا التجارية، التي رحلت عن عالمنا إثر أزمة قلبية مفاجئة، تاركة خلفها زوجها المهندس وطفلها الصغير، وحزنًا عميقًا في قلوب كل من عرفها.
كانت الراحلة نموذجًا في التفاني والعطاء، إذ عُرفت بين زميلاتها بحسن الخلق والالتزام، وقضت سنوات من عمرها متنقلة يوميًا بين محل إقامتها في بني سويف ومقر عملها في سمسطا، رغم معاناتها الشديدة من مشقة السفر المستمر، سعيًا منها لتأدية رسالتها التعليمية على أكمل وجه.
وبينما كانت تتمنى أن تُنقل إلى مقر أقرب لأسرتها لتجمع شملها بطفلها الصغير، لم يتحقق طلبها رغم محاولاتها المتكررة، لتختار في النهاية إجازة لرعاية طفلها حديث الولادة منذ عامين، قبل أن تأتي اللحظة التي لم يكن يتوقعها أحد... إذ استجاب الله دعوتها الأخيرة، وانتقلت إلى راحةٍ أبدية لا عناء بعدها، انتقلت إلى الرفيق الأعلى.
رحلت المعلمة أسماء محمد سيد في صمت، بعد أن أدت رسالتها في تربية الأجيال بكل حب وإخلاص، تاركة سيرة طيبة وذكرى خالدة في نفوس طلابها وزملائها وكل من تعامل معها.