منذ بداية الشهر، يعيش آلاف من أصحاب المعاشات وكبار السن في مصر أزمة متفاقمة مع ماكينات الصراف الآلي التابعة للبريد المصري، بعدما تحولت لحظة استلام المعاش المنتظرة إلى كابوس حقيقي.
فبدلًا من أن تمنحهم الماكينات أموالهم التي ينتظرونها بفارغ الصبر، تفاجئهم برسالة اعتذار بعد إدخال البطاقة والرقم السري، دون صرف أي نقود.. بينما يُخصم المبلغ من الحساب فعليًا!
المشكلة لم تعد حالات فردية، بل أصبحت ظاهرة عامة في مختلف المحافظات. مئات من كبار السن وجدوا أنفسهم أمام مشهد عبثي: حساباتهم تُخصم، وأيديهم خالية من النقود التي يحتاجونها لتدبير الدواء والغذاء والإيجار.
ولم تتوقف الأزمة عند هذا الحد؛ فحين يلجأ المتضررون إلى الخط الساخن المخصص لخدمة عملاء البريد، يجدون أنفسهم عالقين في دوامة من الانتظار الطويل، أو مكالمات تنقطع دون رد، أو وعود لا تُنفذ. حتى محاولات التواصل عبر صفحات البريد على مواقع التواصل الاجتماعي لم تسفر إلا عن ردود تلقائية أو وعود لا تتحقق.
ورغم تصاعد الشكاوى، يظل الصمت الرسمي سيد الموقف. فلا بيانات توضيحية، ولا اعتذار رسمي، ولا تفسير للأعطال المتكررة أو آلية واضحة لاسترداد الأموال.