الوداع الأخير للأطفال الأربعة
وفي تفاصيل الحادث المؤلم، روى محمد نجاتي، ابن عم الراحل سامح نفادي، البالغ من العمر 42 عامًا، أن سامح كان مقيمًا في الرياض سعيًا وراء رزقه، وقد وقع الحادث المأساوي بعد وقت قصيرة من مكالمته الأخيرة لأبنائه، بعدما جمعته بهم مكالمة قصيرة انتهت بوعد معاودة الاتصال مرة أخرى بعد 5 دقائق، إلا أنّ القدر لم يمهله وداع أسرته الصغيرة المكونة من زوجة و4 أبناء، يحكي ابن عمه في حديثه لـ«الوطن»: «قال لهم خمس دقائق وهكلمكم تاني، وكانت الساعة تقريبًا 1 ونص بليل، لكن كان قدر الله نافذ»، موضحًا أن السيارة التي سقطت عليه كانت تابعة للشرطة تُطارد مركبة مسروقة، ما أدى إلى سقوطها على سيارة سامح فأودت بحياته في الحال
المحاسب الراحل سامح نفادي، كان قد سافر إلى السعودية قبل 19 عامًا، وكان مقيمًا في الرياض بمفرده، بينما تقيم أسرته في قنا، والتي اعتاد أن يزورها في إجازات متقطعة على مدار العام، وقد ترك خلفه أربعة أطفال يتامى: ثلاث بنات وولد، الابنة الكبرى والولد يدرسان في الصف الخامس الابتدائي، وتليهما ابنة في الصف الرابع، إضافة إلى طفلتين توأم صغيرتين، ليصبحوا جميعًا في عهدة القدر.
ولتأمين دخل أسرته، لم يقتصر عمل سامح نفادي على المحاسبة فحسب، بل كان يعمل أيضًا في توصيل الطلبات ونقل مواد دهانات بسيارته الخاصة، يقول محمد نجاتي: «هو والده متوفى ووالدته متوفاة، وهو مسكين كان جاي هنا يجري على أكل عيشه».
وأشار محمد نجاتي إلى أن العائلة في الرياض، التي تضم ثلاثة أشقاء للراحل يقيمون معه في السكن ذاته، كانت أول من تلقى الخبر عبر اتصال هاتفي من الشرطة، وعبَّر عن قلق العائلة من تأخر إجراءات الدفن، خاصة وأن الحادث وقع يوم الخميس وتزامنت الأيام التالية مع إجازة نهاية الأسبوع في المملكة.
وأكد أن القنصلية المصرية تتواجد معهم، لكن الهم الأكبر للعائلة هو الإسراع في إنهاء الإجراءات، تماشيًا مع تقاليد الصعيد التي تفرض دفن فقيدهم في مقابر العائلة، يقول ابن عم المحاسب الراحل: «الشرطة كلموا أخواته قالوا لهم تعرفوا فلان الفلاني قالوا آه ده أخونا قالوا لهم ده عامل حادثة ومتوفى في المستشفى، وفي نفس اليوم هم كانوا اتصلوا عليه قبل ما يعرفوا الخبر لقوا تليفونه مقفول انشغلوا عليه لكن اللي كان مطمنهم أنه متعود بيتأخر شوية وبيرجع، لكن وقتها فضل غايب لحد تاني يوم الصبح».