في مشهد أقرب إلى أفلام الإثارة، سادت حالة من الهلع بين أهالي قرية الربدان التابعة لمركز شبراخيت بمحافظة البحيرة، بعدما فوجئ العاملون بمسجد القرية بوجود ثعبان كوبرا سام مختبئًا داخل دولاب نظام مكبرات الصوت، ما أحدث ذعرًا واسعًا بين المصلين وسكان المنطقة.
■ لحظات من الترقب والخوف
كانت البداية حين لاحظ أحد عمال المسجد حركة غريبة تصدر من دولاب الأجهزة الصوتية، ليكتشف وجود ثعبان كوبرا ملتفّ داخل أحد الأرفف الخشبية بجوار الأسلاك والمضخمات. على الفور تم إبلاغ الأهالي، الذين سارعوا إلى إخلاء المسجد، وسط حالة من الذهول والقلق من احتمالية خروج الثعبان أو مهاجمته أحد الأشخاص.
■ خبير الأفاعي يتدخل
لم يتأخر تدخل أحد المواطنين المعروفين بخبرته في صيد الزواحف، والذي حضر إلى المكان مزودًا بعصا خشبية ومعدات بدائية، وتمكن بحذر بالغ من إخراج الثعبان دون وقوع أي إصابات أو خسائر، وسط تصفيق وارتياح من الحاضرين الذين وثقوا الواقعة في فيديوهات انتشرت لاحقًا على مواقع التواصل.
■ إعدام الثعبان.. وارتياح شعبي
بعد الإمساك بالثعبان، تم نقله خارج المسجد، وتم التخلص منه بطريقة آمنة، وسط دعوات وشكر من الأهالي لجهود من تدخلوا في الوقت المناسب.
وعلق أحد سكان القرية:
> "كنا في حالة رعب حقيقي.. مين كان يتخيل إن كوبرا سامة تكون في بيت من بيوت الله؟ الحمد لله ربنا سترها، والأهالي تصرفوا بسرعة".
■ أسئلة مشروعة.. كيف دخل الثعبان؟
رغم انتهاء الأزمة بسلام، تساءل كثيرون عن كيفية دخول الثعبان إلى المسجد، وهل تسلّل عبر فتحات التهوية أو قنوات الصرف، لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، والتي تدفع الزواحف والثعابين للبحث عن أماكن باردة أو مظلمة للاختباء.
كما أشار البعض إلى أن وجود مزارع ومصارف مائية قريبة من القرية قد يكون سببًا رئيسيًا في تكرار ظهور الزواحف، وهو ما يستدعي تدخلًا من الوحدات المحلية ووزارة البيئة لبحث اتخاذ إجراءات وقائية.
■ دعوات للتطهير والمتابعة
من جهتهم، ناشد الأهالي المسؤولين بضرورة إجراء حملة تطهير شاملة للمساجد والمصارف والبيوت القديمة في القرية، مع تكثيف حملات مكافحة الزواحف، ورفع المخلفات التي قد تشكّل مأوى للثعابين.
كما دعا إمام المسجد الجهات المعنية إلى فحص المسجد بالكامل وتحصينه من الداخل، منعًا لتكرار مثل هذه الوقائع التي تهدد أمن وسلامة المصلين.
رعب انتهى بسلام.. لكنه دق ناقوس الخطر من جديد:
الواقعة أثارت الجدل والخوف، لكنها في ذات الوقت كشفت عن هشاشة بعض المنشآت في وجه الأخطار الطبيعية، وضرورة أن تمتد الرقابة والمتابعة إلى المساجد والمؤسسات العامة في القرى، لا سيما في فصل الصيف الذي تنشط فيه الزواحف والعقارب بشكل ملحوظ.