سيف مات بلدغة عقرب يمكن علاجها بسهولة بمصل معروف ومتوافر في أغلب المستشفيات والوحدات الصحية بالجمهورية. ولكن في نقادة، يبدو أن القواعد مختلفة.
سيف ينتمي لقرية حاجر دنفيق، إحدى قرى الظهير الصحراوي التابعة لمركز نقادة. هذه القرية الكبيرة، التي تبعد 10 كيلومترات عن المدينة و18 كيلومترًا عن مستشفى نقادة، لا تضم وحدة صحية تعمل، بعد أن تم إخلاؤها وهدمها منذ 3 سنوات، ولم تُبْنَ من جديد حتى الآن.
عندما لدغت العقرب جسد سيف الصغير، هرع والده به بسيارة خاصة، سلك طريقًا وعرًا للوصول إلى مستشفى نقادة، التي نُقلت هي الأخرى إلى قرية طوخ، بدلًا من أن تكون في قلب المركز. ورغم توفر المصل في المستشفى، فإن الإجراءات البيروقراطية والإهمال تأخرا في إعطائه للطفل، حتى انتشر السم في جسده بالكامل. النتيجة؟
سيف عانى من آلام مروعة: صعوبة تنفس، تشنجات، زيادة في ضربات القلب، قيء، تعرق، سيلان لعابه... والأب يصرخ متوسلاً "أنقذوا ابني". فيُفاجأ بإجابة الطبيب: "محتاج عناية مركزة أطفال، والمركز كله مفيهوش لا أطفال ولا كبار".
فأين يذهب ومستشفي فرشوط تبعد 90 كيلو الاب يحتضن طفله المسموم، يقطع به عشرات الكيلومترات، على طرق غير آدمية، كي يمنحه فرصة أخيرة للحياة. لكن بعد فوات الأوان، وبعد 6 أيام في العناية المركزة، فارق سيف الحياة، تاركًا حسرة في قلب الجميع