recent
أخبار ساخنة

جدل حول عودة الضرب في المدارس | مدونة أهل مصر



حالة من الجدل المجتمعي شهدتها الأيام الاخيرة بعد ما أثارته مطالبة النائبة آمال عبدالحميد عضوة مجلس النواب لوزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور رضا حجازي، لإعادة النظر في آليات عودة هيبة المعلم داخل المدارس في مصر لأداء رسالته، وذلك بمنحه صلاحيات أوسع في التأديب والعقا ومنها "الضرب بالعصا".


ويبدو أن مطالبة أو اقتراح النائبة لم يمر أبدا مرور الكرام على كافة فئات المجتمع ،والتي ظهرت جليا اما من خلال مواقع التواصل الاجتماعي او البرامج التليفزيونية ، فبعض القائمين على العملية التعليمية كان الاقتراح بالنسبة لهم طوق نجاة سيحميهم من الكثير من السلوكيات المشينة التي قد يتعرضون لها من "قلة" من الطلاب خاصة في المرحلتين الاعدادية والثانوية ، أيضا الاباء والامهات خاصة الاجيال القديمة قابلوا المقترح بكثير من الترحاب معللين ذلك بـ "كلنا انضربنا في المدرسة" ، وعلى الجانب الاخر بعض المعلمين التربويين فعلا رفضوا ذلك تماما واكوا ان الضرب وسيلة غير تربوية والاباء والامهات من الاجيال الجديدة أعربوا عن رفضهم التام "مس شعرة من أبنائهم" .


وما بين هؤلاء و هؤلاء مؤيدون ورافضون ، لا شك ان المصلحة الفضلى للطفل هي دائما ما يجب أن تكون المسعى النهائي للجميع ، ولاننا من خلال التربية والتعليم نسعى لتنشئة انسان "سوي" كان لابد ان يكون الرأي الحاسم للخبراء التربويين وخبراء علم النفس.


هيبة المعلم


قال الأستاذ الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية بجامعة عين شمس :تعتبر مطالبة البعض بعودة الضرب  في المدارس كوسيلة لعقاب التلاميذ وتقويم  سلوكهم وكأداة لاستعادة هيبة المعلم التي انخفضت كثيرا في السنوات الماضية من الأمور المرفوضة تماما من الزاوية النفسية والتربوية ولا تتفق مع   النظريات والأبحاث  الحديثة في علم النفس التى  اكدت علي أهمية ان تتم عملية التعلم في جو من الأمن والأمان والطمأنينة النفسية للطالب بما يسمح له بتحصيل المعلومات والدروس المختلفة واستيعابها بشكل فعال، كما أكدت نتائج تلك الأبحاث على عدم فعالية الضرب في تعديل بعض السلوكيات غير المرغوبة لدى الطلاب وخاصة تلك التي ترجع الي اضطراب في الوظائف الفسيولوجية والعصبية مثل فرط الحركة او نقص الانتباه وقد يترتب على استخدام الضرب في مثل هذه الحالات الي تأثيرات جسمية ونفسية اكثر خطورة على الطالب، كما ان استخدام الضرب قد يؤثر بشكل سلبي على تقدير الطالب لذاته، وثقته في نفسه.


و أكد الأستاذ الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية بجامعة عين شمس انه لا يمكن أن يستعيد المعلم هيبته من خلال استخدام الضرب بل  أن هناك وسائل اكثر فعالية من الضرب لاستعادة هيبته تشمل:


. منح المعلم مرتبا مجزيا يغنيه عن الدروس الخصوصية التي تمثل أحد الاسباب الرئيسة لفقدان هيبته.


. ان يكون المعلم قدوة للتلاميذ في التمسك بالقيم ( مثل احترام الوقت، والتمكن من المادة العلمية، والتفاني في العمل والاتقان، والصدق ).


. امتلاك المعلم المهارات النفسية والتربوية التي تمكنه من التعامل مع الطلاب بشكل فعال.


.منع اي أعمال درامية تنال من هيبة  المعلم.


.منع اعلان اي عقوبات توقع على المعلم على أولياء الأمور والطلاب.


.توفير بيئة تربوية مناسبة لعمل المعلم مع عدم تحميله أعباء اضافية في عمله


. منح المعلم صلاحيات وسلطات للتعامل مع الطلاب غير الملتزمين

google-playkhamsatmostaqltradent