recent
أخبار ساخنة

عالمة مصرية تكشف عن سبب معرفة فيس بوك ما نفكر فيه


 كثيرا ما يعرض موقع فيسبوك إعلانات عن منتجات أو موضوعات نفكر فيها أو نهتم بها، وكأنه المصباح السحري الذي يحقق أحلامنا أو الشخص الذي يهتم بنا ويعرف ما نحتاجه حتى دون أن نتكلم، وتثور لدينا علامات الاستفهام من أين عرف؟.. وأصبح هذا السؤال الشغل الشاغل للملايين حول العالم وفي مصر والمنطقة العربية. هذا الأمر يقوم به برنامج ينفذه قسم تقني متخصص في الذكاء الاصطناعي يعتمد على حوسبة اللغة، وتشغل منصب كبيرة العلماء الباحثين فيه سيدة مصرية تدعى منى دياب.


منى دياب التي تعمل حاليا كبيرة علماء أبحاث الذكاء الاصطناعي المسئول في شركة ميتا التي تصدر فيسبوك وإنستجرام وواتساب، قالت في حديث لـ"مجلة الشباب": إنها وفريقها، حين كانت تشغل منصب أستاذة بحث في جامعة كولمبيا بولاية نيويورك ولاحقاً؛ حيث تشغل منصب أستاذة علوم الحوسبة في جامعة جورج واشنطن في واشنطن العاصمة الأمريكية، أنهم أعدوا برامج عديدة لحوسبة اللغة العربية على مدى 16 عامًا، مؤكدة "وضعنا اللغة العربية بكل لهجاتها الدارجة على خريطة الذكاء الاصطناعي عالميا وأدخلناها في كل المجالات التي لها علاقة بالذكاء الاصطناعي، حتى إن جوجل مثلا اعتمد على البرنامج الذي طورناه بشأن اللغة العربية فيما يخص النحو والإعراب".


منى دياب التي يعد هذا أول حديث لها مع الصحافة قالت أيضا: "من ضمن الأشياء التي طورناها في برنامج حوسبة اللغة وتعتمد عليها الكثير من المواقع وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي هي معرفة أحاسيس الناس ومشاعرهم عبر ما يكتبونه على هذه المنصات، وكذلك اتجاهات الأسواق العالمية والدولية والعربية وما يشعر به المستهلكون نحو منتج معين".


وأكدت: "قدمنا دفعة كبيرة لمعالجة اللغة العربية عبر الحاسب الآلي، وما قدمناه باللغة العربية فتح المجال أمام المهتمين نحو أمور أخرى كانوا لا يهتمون بها سابقا إلا باللغة الإنجليزية، بمعنى أننا وسعنا حدود الذكاء الاصطناعي ليخرج من بوتقة اللغة الإنجليزية فقط".


 وعن علم حوسبة اللغويات قالت منى دياب: "حوسبة اللغة هو علم المعالجة الآلية للغات الحية مثل الإنجليزي والعربي.. الخ، وهو أحد العلوم الأساسية في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد انبثق عن علم حوسبة اللغة الكثير من المنتجات التي نستخدمها في حياتنا اليومية مثل آلية البحث بجوجل، آپل سيري والترجمة الآلية بمشغل جوجل".


وقالت كبيرة علماء أبحاث الذكاء الاصطناعي المسئول في شركة ميتا: "تخصصي الآن هو بناء ذكاء اصطناعي مسئول اجتماعيا من ناحية الأخلاق والأمن وخلافه، ومن مهامي على سبيل المثال تنظيم والتأكيد على أن منتجات ميتا لا تتجاوز الأعراف في المجتمع". 


وشددت على أن من مهامها أيضا "أن لا تروج منتجاتنا مثل انستجرام وفيسبوك ووتس آپ للتمييز وأن تكون منتجات عادلة، والتأكد من أن نظمنا ومنتجاتنا والتكنولوجيا التي ننتجها لا تضر أفراد المجتمع وتمكنهم بشفافية من الوصول للمعلومات الصحيحة". 


وقد حازت مؤخرا ورقة بحثية لمنى دياب في عمل مشترك مع بدر الخميسي، المتدرب معها في مجال الذكاء الاصطناعي في ميتا، والتي قدمت في ورشة العمل OSACT المتخصصة في اللغة العربية خلال المؤتمر العالمي LREC 2022 على أحسن بحث علمي عن الاكتشاف والتصنيف  الآلي لخطاب الكراهية والخطاب التحريضي عبر الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية.


 كذلك تم اختيار منى دياب مؤخرا من جانب مجلة "إم آي تي ريفيو" ضمن أفضل 30 عالما من أصل عربي متخصصا في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم. 


وعن ذلك قالت: فوجئت باختياري ضمن أفضل 30 عالما في مجال حوسبة اللغة و تطورها ولم أكن أعلم بأنني مرشحة، وحسب ما نشرت المجلة فالاختيار جاء من بين 280 عالما في هذا التخصص على مستوى العالم.


 وأضافت: أن إم آي تي ريفيو واحدة من أكبر المجلات المتخصصة في النشر عن مجال الذكاء الاصطناعي وهي تتابع أحدث التطورات في هذا المجال.


وتحدثت عن مشوارها قائلة إنها: من مواليد محافظة القاهرة، وفي أول 7 سنوات من عمرها عاشت في إنجلترا حيث كان والدها يدرس الدكتوراه هناك، ثم عادت أسرتها لمصر في السبعينات، وبعدما انتهت من التعليم الأساسي التحقت بجامعة حلوان في كلية سياحة وفنادق قسم إرشاد إنجليزي، ثم بعد عام ونصف العام التحقت بالجامعة الأمريكية بالقاهرة قسم علوم الكمبيوتر، واستمرت تدرس بالجامعتين حيث تخرجت من جامعة حلوان عام 1990 ومن الجامعة الأمريكية عام 1992.


وتابعت أن: مشروع تخرجها كان في الذكاء الاصطناعي ويجمع بين التخصصين الذين درستهما، حيث كان يقوم على إكمال النواقص في النقوش الهيروغليفية الموجودة على الآثار الفرعونية، وأنجزت المشروع بشكل ممتاز، وتم تبني المشروع من جانب فرع الأمم المتحدة في مصر، وعملت هناك مع عدد من المتخصصين الكبار، وبعد عامين قدمت على دراسة الدكتوراه في جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة التي تعمل حاليا أستاذة بها.


وأوضحت كبيرة علماء أبحاث الذكاء الاصطناعي المسئول في شركة ميتا أن: رسالة الدكتوراة الخاصة بها في جورج واشنطن كانت عن صناعة المرئيات بالكمبيوتر، ولكنها لم تفضل الاستمرار في هذا التخصص فانتقلت إلى جامعة ميريلاند كولدج بارك أيضا، وتخصصت في علم حوسبة اللغويات، وهو أحد تخصصات الذكاء الاصطناعي، ثم انتقلت إلى جامعة ستانفورد لإكمال فترة أبحاث ما بعد الدكتوراه لمدة عام ونصف العام.


وأشارت إلى أنها في عام 2005 تم تعيينها في جامعة كولومبيا كأستاذة بحث، وبعد 8 سنوات من ذلك عادت مرة أخرى إلى جامعة جورج واشنطن ووصلت فيها إلى درجة أستاذ وتعمل بها حتى الآن.


وأوضحت أنها: خلال مسيرتها كانت تركز على مسألة حوسبة اللغة وخاصة اللغة العربية حتى أنها تمكنت مع فريقها خلال فترة تواجدها بجامعة كولومبيا أن تجعل الجامعة المصدر الأساسي والأول في العالم لحوسبة اللغة العربية بكل لهجاتها.


 وقالت: إنها وفريقها أيضا كانوا يقومون بنفس الأمر للحكومة الأمريكية والجهات العلمية المختلفة في أمريكا.


وأوضحت أنها حضرت لمصر عدة مرات لإعطاء محاضرات في هذا المجال في جامعة القاهرة وجامعة عين شمس كما أنها عملت لفترة كمستشار في هذا التخصص لوزارة الاتصالات المصرية


نشرت منى دياب مئات الأوراق البحثية آخرها ورقة نشرت ضمن فعاليات مؤتمر  2022 ACL  الدولي الأول  في مجال حوسبة اللغويات، كانت دراسة عن أهمية تشغيل المتكلمين باللهجات العربية المختلفة في ترقيم وتقييم المحتوى العربي على منصات التواصل الإجتماعي، وتكمن أهمية الترقيم الدقيق في إنه يضمن دقة البرامج الألية لتصنيف خطاب الكراهية على سبيل المثال. 


 كما طرحت مبادرة ٦٠-٦٠ في ذات المؤتمر وعن تلك المبادرة قالت إنها: تأتي في إطار الاحتفال بمرور ٦٠ عاما على إنشاء المنظمة العالمية لعلوم حوسبة اللغة، والمبادرة تنص على ترجمة المحتوى العلمي الكامل في المجال إلى ٦٠ لغة من ضمنها اللغة العربية، وهذا المحتوى يضم الأوراق العلمية المكتوبة والمرئية والسمعية،  وهذا المحتوى العلمي سيصبح في متناول يد الجميع دون عوائق لغوية، بمعنى أنه إذا كنت طالبا في أوزباكستان تستطيع قراءة أو فهم المحاضرات العلمية في المجال بلغتك المحلية.


وأكدت أنه: سينتج عن هذا المشروع تقنين للمصطلحات العلمية الأكاديمية بستين لغة من جميع أنحاء العالم، وسيصبح المحتوى العلمي في متناول يد الجميع، وهذا يعتبر سبقا في الحالات العلمية عامة، حيث إن اللغة المستخدمة في الأغلب هي اللغة الإنجليزية، حيث تشكل حاليا هيمنة منظومة فكرية أمريكية، على الرغم من ميزة وجود لغة واحدة حاليا للعلم وهي اللغة الإنجليزية، إلا أن هذا يشكل عائقا كبيرا لمعظم سكان الأرض ممن ليس لهم منفذ لتعلم اللغة الإنجليزية بجدارة، ومن ثم تشكل مبادرة ٦٠-٦٠ خطوة أساسية في دمقرطة العلوم بالعالم.


* نقلا عن مجلة الشباب

google-playkhamsatmostaqltradent