recent
أخبار ساخنة

خبير تعليمي : آن الأوان أن تنسف الثانوية العامة من قاموس التعليم المصرى وأن يتحقق في مصر عدالة تعليمية



بعد الاحداث الساخنة التي حدثت بالامس في امتحانات الثانوية العامة ، وحدوث حالات تشنجات وانهيارات بين الطلاب وحدوث تسريب للامتحانات .

كتب الخبير التعليمي الاستاذ احمد حافظ هذا المقال علي صفحته الشخصيه :

آن الأوان، أن تُنسف الثانوية العامة من قاموس التعليم المصري.. آن الأوان، أن يتم إلغاء هذا البعبع المرعب للطلاب والأسر حتى تحولت حياتهم إلى جحيم واستنزاف نفسي ومعنوي ومادي وذهني بشكل غير إنساني بالمرة.. آن الأوان، أن يتوقف تحديد مصير ومستقبل الطالب على امتحان مدته ثلاث ساعات.. آن الأوان، أن يُلغى من التعليم المصري شيء اسمه نصف درجة تنقلك من كلية إلى كلية، ومن جامعة إلى جامعة.. آن الأوان، أن تتغير طريقة وأسلوب امتحانات شهادة الثانوية العامة التي تفتقد الحد الأدنى من العدالة وتفتقد كل معايير ومبادئ تكافؤ الفرص بين الطلاب.


آن الأوان، أن تتغير طريقة الالتحاق بالجامعات تماما.. آن الأوان، أن تكون في مصر عدالة تعليمية.. لا شيء اسمه دخول كلية طب حكومية بمجموع 96% مقابل طالب آخر يدخل الطب في جامعة خاصة لمجرد أن لديه القدرة المالية ويلتقي الطالبان بعد التخرج في نقابة الأطباء كأعضاء نقابة يمارسون نفس المهنة رغم فارق المستوى.


هل كل من يدخل كلية طب أو هندسة أو صيدلة أو غيرهم من الكليات.. يستحق؟!. قطعا جزء من هؤلاء لا يستحقون، لمجرد أنهم تعرضوا لأي مشكلة حرمت بعض المجتهدين من الحصول على مجموع مرتفع.. ناهيك عن الغشاشين.. ناهيك عن أشياء أخرى الكل يعلمها.


 لا أنسى هذا الطالب الذي حصل على المركز الأول عالميا في إحدى المسابقات الدولية الخاصة بالهندسة، وقال للرئيس عبدالفتاح السيسي ذات مرة في احتفالية رسمية قبل أكثر من عام، إنه حُرم من دخول كلية الهندسة بسبب المجموع رغم حبه للهندسة، لكن مجموعه لم يعكس مستواه الحقيقي كمحب وعاشق للهندسة.. هل هذا عدل؟. 


 آن الأوان، لتجمع الدولة خيرة الخبراء والمتخصصين ونخبة العلم، لوضع مسارات جديدة للثانوية العامة وطريقة القبول بالجامعات.. أنا لا أتحدث عن وضع وزارة التربية والتعليم لقواعد جديدة، ولا تكون هذه من صلاحيات الجامعات.. أنا أتحدث عن إسناد الملف لخبراء ومتخصصين وعلماء يناقشون مع التربية والتعليم والجامعات والمؤسسات التعليمية رسم مستقبل الطلاب بعد الإعدادية وآليات تقييمهم باحترافية وعدالة.


=  أتحدث عن دراسة تجارب ناجحة لدول تخطتنا بمراحل، لنرى ما يفعلون، ولنرى كيف يضعون تقييما عادلا لكل الطلاب دون استثناء.. كل هذه العشوائية والفوضى لن تنتهي إلا بنسف الثانوية العامة، بطريقة تنظيمها بأسئلتها بلجانها بواضعي امتحاناتها بدروسها الخصوصية، بأجهزة التابلت، بالأسئلة الورقية، بالبابل شيت، بكل شيء.. لا أعرف البديل لأن هذه مهمة الخبراء والمتخصصين وأهل العلم، ولكني على قناعة بأن الثانوية العامة حان وقت الخلاص منها للأبد.

google-playkhamsatmostaqltradent