وفاة نجل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد
وكتب الشيخ ياسر عبدالباسط عبدالصمد على صفحته الرسمية على فيسبوك:
"إِنَّا لِله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ننعي فقيدنا الغالي
الأستاذ عصام عبد الباسط عبد الصمد
الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى اليوم الجمعة ٣١ أكتوبر ٢٠٢٥.
تُقام صلاة الجنازة عقب صلاة الجمعة
بمسجد الدكتور مصطفى محمود بالمهندسين.
اللهم اغفر له وارحمه، واجعل مثواه الجنة."
يُعدّ الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد (1345-1409 هـ / 1927-1988 م) أحد أبرز أعلام التلاوة في العالم الإسلامي، وواحدًا من القراء الذين خلدت أصواتهم في ذاكرة المسلمين. عُرف بـ«صوت مكة»، وترك إرثًا زاخرًا من التسجيلات القرآنية والمصاحف المرتلة، جاب بها بقاع الأرض سفيرًا لكتاب الله.
النشأة والبدايات
وُلد الشيخ عبد الباسط في عام 1927 بقرية المراعزة التابعة لمركز أرمنت بمحافظة قنا (قبل ضمها إلى محافظة الأقصر عام 2009). نشأ في أسرة قرآنية عُرفت بحفظ كتاب الله وتجويده؛ فجده الشيخ عبد الصمد ووالده الشيخ محمد كانا من المقرئين المتقنين، كما حفظ شقيقاه محمود وعبد الحميد القرآن الكريم قبله.
التحق عبد الباسط في صغره بكُتّاب الشيخ محمد الأمير بأرمنت، حيث أتم حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة، وتميّز بصوتٍ عذبٍ وأداءٍ متقن، جعل شيخه يتوسم فيه موهبة استثنائية في التلاوة.
تعلّمه القراءات
روى الشيخ عبد الباسط في مذكراته أنه رغب في دراسة علم القراءات بعد إتمام الحفظ، فاقترح عليه والده وجده أن يتوجه إلى طنطا ليتلقى العلم على يد الشيخ محمد سليم حمادة، لكن القدر ساق الشيخ سليم إلى أرمنت مدرسًا للقراءات بالمعهد الديني، فكان ذلك من تمام التوفيق.
تتلمذ عبد الباسط على يديه وراجع عليه القرآن كاملًا، ثم حفظ متن الشاطبية الخاص بالقراءات السبع.
الانطلاقة نحو الشهرة
ذاع صيت الشيخ الصغير سريعًا في قرى قنا والصعيد، وبدأت الدعوات تتوالى عليه لإحياء الليالي القرآنية. وقد زكّاه شيخه محمد سليم في كل مكان ذهب إليه، فازداد إقبال الناس على الاستماع إليه.
وفي عام 1951، سجّل تلاوة من المولد الزينبي وصلت إلى لجنة الإذاعة المصرية، فانبهر الأعضاء بأدائه المتمكن، وتم اعتماده قارئًا بالإذاعة في العام نفسه. ومنذ ذلك الحين، أصبح صوته يصدح عبر الأثير كل مساء، حتى ارتبط اسمه بالقرآن في وجدان الملايين.
رحلته الإذاعية وتأثيره الجماهيري
بعد التحاقه بالإذاعة، ازداد الإقبال في مصر على أجهزة الراديو، إذ حرص الناس على سماع تلاواته مساء كل سبت عبر البرنامج العام. كان صوته يجمع الأسر في البيوت والقرى حول أجهزة الاستماع، حتى صار رمزًا روحانيًا للقرآن الكريم في مصر والعالم العربي.